كيف تخلق كرة القدم عالماً أفضل للجميع؟

كيف تخلق كرة القدم عالماً أفضل للجميع؟

 

 

كتبت- مروة بدوي

الكثيرون يعشقون الساحرة المستديرة ويقضون ساعات في متابعة ديربيات العالم والحديث عن الهزيمة والفوز داخل المستطيل الأخضر، لكن في الحقيقة أهمية كرة القدم تنبع أيضا من قصص نجومها وإصرارهم وتحديهم الصعاب حتى يحققوا أحلامهم.

 هذه الحكايات التي تحدث خارج الملاعب تجعل كل شخص من الجمهور لديه أمل في تحقيق ذاته والوصول إلى القمة والسعادة، تبث روح الأمل والتفاؤل في كل شخص وكأنها تقول له ليس هناك مستحيل، ولم يولد الجميع وفي أفواههم ملاعق ذهبية بل كثيرون ذاقوا طعم الفقر والبؤس لكنهم باتوا أساطير خالدة.. الأحلام ممكنة دائما لكن الطريق للنجاح يبدأ بالسعي.. هكذا تجعل كرة القدم عالمنا أفضل وأكثر تفاؤلا كما فعل هؤلاء:

 

الجوهرة السوداء بيليه

بيليه هو أسطورة كرة القدم ويحتل المرتبة الأولى في كل قوائم الساحرة المستديرة فهو صاحب لقب لاعب القرن من قبل الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، واللاعب الأكثر تسجيلا للأهداف في تاريخ الكرة، والوحيد الذي فاز بكأس العالم 3 مرات

 لم يتحدث بيليه يوما بمأساوية حول فقره أو عمله كماسح أحذية، المهنة التي أدخلته المستطيل الأخضر، لكنه كان يروي حكايات ممتعة عن طفولته وشبابه،  ويجعلك تدرك أن الفقراء يستطيعون تغيير العالم، هذا الطفل  القادم من أفقر أحياء البرازيل بات ثروة قومية لدى بلاده كما وصفه رئيس البلاد. 

التفوق هو سمة الناجحين لكن الرواد هم من يلهمون العالم حقا ويخلقون صورة ذهنية يسعى الجميع لتعلم منها ومحاكاتها، وهذا ما فعله أسطورة البرازيل، لم يكتفِ بما حققه في مجال الرياضة بل ظل يستغل شعبيته في قيادة العديد من السياسات الرامية إلى تحسين الظروف الاجتماعية للفقراء داخل البرازيل وخارجها وفي التسعينيات كان  سفيرا للأمم المتحدة وقدم  مساهمات كبيرة في القضايا الإنسانية والبيئية 

 وكما ألهب مشاعر الجمهور المتحمس داخل الملاعب، ظل يقدم العديد من المحاضرات عن تأثير كرة القدم الإيجابي في حياة الشباب والشعوب، وقدم أكثر من كتاب حول سيرته الذاتية ليلهم الأجيال الجديدة ويجعل رؤيتهم للعالم أكثر وضوحا

 

محمد صلاح 

 في ظل شبح الإسلاموفوبيا الذي يخيم على الغرب لمع اسم صلاح الذي استطاع أن يصنع صورة ذهنية رائعة عن العرب وتختلف عن تلك التي كانت سائدة هناك، فجعل جميع العرب يفتخرون بهويتهم، وصار هو فخر العرب، لكن من كان يتوقع أن هذا الشاب القادم من الريف المصري سوف يتحول إلى واحد من أفضل لاعبي كرة القدم ويدرج اسمه ضمن قائمة 100 شخصية الأكثر تأثيرًا في العالم التي أصدرتها مجلة تايم الأمريكية عام 2019.

بدأ صلاح مسيرته الكروية في أندية محلية ثم انضم كناشئ إلى نادي المقاولين العرب عام 2006، بسبب صغر سنه وقلة خبرته رفضه نادي الزمالك وبالطبع كان ذلك خبرا تعيسا بالنسبة للاعب صغير يحلم بالانتماء إلى أحد قطبي الكرة المصرية لكن الأمر لم يوقف طموحه بل اتجه للاحتراف في أوروبا وانضم لنادي بازل السويسري وظل يجتهد حتى حصل على لقب أفضل لاعب في الدوري السويسري عام 2013 وجائزة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لأفضل لاعب صاعد في إفريقيا عام 2012.

ثم لعب صلاح في الدوري الانجليزي وكان أول مصري ينضم إلى نادي تشيلسي وهي خطوة مهمة في حياة أي لاعب غير أنها لم تكن مثمرة وربما كانت محبطة لصلاح حيث لم تكن أوضاعه في تشيلسي مرضية لطموحه ولازم دكة البدلاء لفترات طويلة فقرر صلاح الرحيل، وانتقل إلى نادي فيورنتينا على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر. 

كانت إيطاليا هي نقطة الانطلاق الحقيقية في حياة الفرعون المصري واكتمل تألقه بعدما انضم رسميا إلى نادي روما وتصدرت صوره كبرى مجلات الرياضة الإيطالية وتم اختياره كأفضل لاعب في نادي روما بموسم 2016 وتوج هذا النجاح بانتقاله إلى نادي ليفربول بصفقة تاريخية.

بدأ صلاح هذا المشوار الحافل من دكة البدلاء حيث تعلم الصبر والمثابرة وعندما واتته الفرصة اقتنصها وظل يعمل على نفسه ويطور قدراته ويتعلم من فشله ويلتزم بأسلوب حياة منظم وكأنه كل يوم يضع طوبة جديدة يبني بها مشروع حياته وحلمه، فقد بدأ صغيرا في مشروعه حتى صار كبيرا بإيمانه وعزيمته

 

زلاتان إبراهيموفيتش 

من لاجئ إلى "إبرا" صاحب لقب السلطان، ولد إبراهيموفتش في السويد لأب بوسني مسلم، وأم كرواتية، هاجروا إلى السويد في السبعينيات، ترعرع زلاتان في أحد أحياء" مالمو" المشهورة بكثرة المهاجرين، حيث بدأ مشوار كرة القدم حتى أصبح من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم. 

زلاتان ترك بصمته في كل نادٍ لعب لصالحه بسبب أسلوبه المميز بداية من فريق مالمو السويدي وأياكس الهولندي واليوفي والإنتر وبرشلونة والميلان وباريس سان جيرمان, ونادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، وما زال قادرا على العطاء والتألق رغم بلوغه الأربعين حتى نتأكد أن العمر مجرد رقم، كما يقال، وبالفعل العالم ليس له حدود ولا قواعد بل كلٌ منا يملك الإرادة لجعله أفضل على طريقته.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية